بقلم مدربة التغذية المعتمدة أريان ريسنيك
حُدّث في تاريخ 18 نوفمبر 2022
راجعه طبيًا د. ديفيد سوسمان
ضبط الذات هو القدرة على التحكم بسلوكك بحيث تزيد إنتاجيتك وتحسّن عاداتك. وقد ثبت أثره في زيادة نجاح المرء، فتعلم ضبط الذات والانضباط في سن مبكرة مفيد في المستقبل، ولن يفوت الأوان أبدًا لتعلم كيفية تحسين ضبطك لذاتك لتحسين مستقبلك.
إن شعرت بالإحباط بسبب سرعة تشتت انتباهك، أو عدم تحقيقك لطموحاتك، أو عدم معرفتك لما يجب عليك فعله تحديدًا فأنت تواجه صعوبة في ضبط ذاتك. يتطلب تحسين الانضباط بعض الوقت لكنه يستحق العناء!
أتتساءل من أين تبدأ؟ فلنقسّم معًا رحلتنا نحو تحسين الانضباط إلى خطوات، تبدأ بتحديد نقاط قوتك وضعفك وبحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الخطوة الأخيرة، سترى تحسنًا ملحوظًا في مستوى ضبطك لذاتك.
ننصحك في هذه الرحلة باستخدام دفتر يوميات لكتابة إجاباتك على الأسئلة ومتابعة تقدمك.
معرفة ما يناسبك ومالا يناسبك هو المفتاح لفهم كيفية تحسين انضباطك. مثلًا، ينجح بعض الناس عند العمل مع الآخرين، بينما ينجح البعض الآخر عند العمل بمفردهم. يتحفز البعض من خلال المكافآت، بينما يفضل آخرون العقوبات لتبقيهم في المسار الصحيح. ويسمى هذا الأسلوب ’أسلوب الثواب والعقاب‘.
أجب عن الأسئلة التالية عن نفسك لتكون على دراية بما تحتاجه من أجل تحقيق الانضباط الذاتي:
هل التواجد مع الآخرين يشتت انتباهي أم يساعدني على التركيز؟
هل تزيد انتاجيتي عند أداء المهام في الداخل أو في الخارجي؟
هل تحفزني فكرة مكافأة نفسي عند إنجازي لعملي؟
هل تحفزني فكرة حرمان نفسي من شيء ما عند عدم إنجازي لعملي؟
هل أحب التفكير في الأهداف العامة أو تصور الخطوات الصغيرة؟
ما هي أكبر العوائق التي تعيقني عن تحسين انضباطي؟
ما الذي يمنعني من تحقيق أهدافي؟
بعد الإجابة عن هذه الأسئلة سيسهل عليك تحديد الأسلوب المناسب لك ولاحتياجاتك. بعدها، عليك أن تفهم لماذا الانضباط مهم لك.
لدينا جميعا أفكار تحفزنا، ولكن من السهل علينا نسيانها. هذه فرصة لك لتتذكر “لماذا”.
“لماذا “هي سبب رغبتك في الانضباط.
هل تود كسب الكثير من المال؟ مساعدة البشرية؟ إنقاذ الحيوانات؟ استكشف على نطاق واسع أهدافك الحياتية الكبيرة حتى تتذكر مرة أخرى أهمية الانضباط لك ولماذا تحتاج له.
اما الآن وبعد أن فهمت أهمية الانضباط لك، ما الذي تريد تحقيقه بالضبط؟
أكتب الأهداف الكبيرة والصغيرة: شاملًا كل شيء، ابتداءً من التغييرات الكبيرة في حياتك المهنية إلى العادات اليومية البسيطة مثل الاكثار من المشي. إن الأشخاص الذين يكتبون أهدافهم لديهم فرص أكبر لتحقيقها، كما يساعد تدوين الأهداف على التّطلع للعمل عليها.
تأكد من تضمين الأهداف الصغيرة التي يمكنك تحقيقها بسهولة عند الالتزام بممارستها، بدلاً من الاكتفاء بالأهداف الكبيرة التي بحد ذاتها تستغرق وقتًا طويلاً لتحقيقها.
وبمجرد أن توضح أهدافك، أكتب بعض العادات المبدئية التي تساعدك على تحقيقها، على سبيل المثال، إن كنت تريد المشي يوميًا فيمكنك ضبط المنبه على وقت معين مخصص لهذه العادة، وإن كنت تريد إنجاز عمل أكثر خصص أوقات في اليوم لمتابعة إنجازك. وأخيراً، ضع تذكيرات بسيطة ومنتظمة تبقيك على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافك.
ترتبط مشاركة أهدافك مع شخص تحترمه ارتباطًا وثيقًا بزيادة احتمالية تحقيقها. بعض الأشخاص يشاركون أهدافهم مع مرشد مخصص ولكن إخبار صديق تحترمه سيفي بالغرض أيضًا.
يمكن أن تكون المشاركة في أمور بسيطة مثل إخبار صديقك أنك قررت تطوير نفسك عمومًا أو إخباره عن أهدافك الأخرى، حيث ستساعدك المشاركة على الانضباط على أهدافك انضباطًا أفضل وستزيد فرصك في النجاح.
ابتعد عن الملهيات:
لن تتشتت إذا ابتعدت عن الملهيات، لذا أفضل طريقة للتعامل مع الملهيات قبل أن تبدأ بالانضباط هي التخلص منها. فإذا كنت تفضّل مشاهدة التلفاز على العمل والدراسة، ضع جهاز التحكم في غرفة أخرى. وإذا كنت تتوقف عن مزاولة عملك لتتصفح هاتفك النقال، فأعط هاتفك لأحد أفراد أسرتك لعدة ساعات متواصلة. وإذا كنت تأكل كثيرًا من الأطعمة السريعة وتود الإقلاع عنها فتخلص منها. ستقودك هذه الخطوة إلى النجاح بدلًا من الفشل.
لا تبدأ عملك اليومي على الانضباط الذاتي بمحاولة تحقيق هدف ضخم؛ لأنه سيستغرق وقتًا طويلًا حتى تستطيع الاستمرار في رحلتك متحفزًا. بدلًا من ذلك، اعمل على أهداف يومية، وأسبوعية، وشهرية. وافخر بالأيام التي أنجزت فيها ما خططت لإنجازه، واعلم بأنها تدفعك إلى الاتجاه الصحيح.
يحتاج تكوين العادات الجديدة وقتًا طويلًا، ولكن عندما تنجز عملًا ما كل يوم، فأنت تتقدم خطوة واحدة لجعله عادة، بعد ذلك، سيسهل عليك وسيصبح جزءًا من حياتك.
يستحيل كمال البشر بطبيعة الحال، فجميعنا نرتكب الأخطاء، ولكن لا بأس بذلك. إذا أخطأت أثناء سعيك للانضباط فسامح نفسك وابحث عن أسباب الخطأ ومصدره، وغيِّر بيئتك إن أمكن حتى لا يتكرر مرة أخرى.
عمومًا، حتى لو كانت العقوبات تحفزك أكثر من المكافآت من المهم أن تفخر بإنجازاتك. إضافة إلى ذلك، كافئ نفسك بطريقة تهتم فيها بذاتك لأنك تستحقها، وحتى تستمر على رحلتك أيضًا. قد يسهل ترك الإنجازات الصغيرة دون مكافئة، ولكن لابد من حفظها ومكافأة نفسك عليها لأنها عندما تضيفها واحدة تلو الأخرى، ستصبح إنجازات كبيرة.
عليك مراجعة أهدافك وتقدمّك من حين لآخر، إذ تتغير أهداف المرء بمرور الوقت، لذلك كن مرنًا عندما تلاحظ تغيرًا في أهدافك السابقة.
إضافة إلى ذلك، سيساعدك التوقف مؤقتًا في رحلتك ومراجعتها على معرفة المقدار الذي أنجزته، والنجاح الذي حققته في الانضباط، وكذلك المواطن التي تحتاج إلى تحسين، وسيساعدك على التخطيط لخطواتك التالية للاستمرار في رحلتك.
في بداية رحلتك، عليك التوقف والمراجعة مرة كل أسبوع، ثم يمكنك تقليلها تدريجيًا عندما يتحسن انضباطك.
الفوز حليف من لا يستسلم! فقد يستغرق اتقان الانضباط لبعض الأشخاص حياتهم كلها؛ لذلك لا تقلق إذا كنت بطيئًا في البداية، استمر.
وإذا شعرت بأن أهدافك كلها أكبر من أن تقدر عليها، حدد أهداف صغيرة وسهلة جدًا تجرب من خلال تحقيقها شعور النجاح.
سيسهل الانضباط عليك كلما مارسته أكثر، ثم في النهاية لن تضطر إلى ممارسته؛ لأنه سيصبح عادة في حياتك، وسيصبح عدم الانضباط من الماضي البعيد.
لرفع مستوى الانضباط الذاتي فوائد عديدة، ومن أكثرها شيوعًا ما يلي:
زيادة التحكم: يزيد الانضباط الذاتي من قدرتك على التحكم في حياتك، إذ يؤدي توليك المسؤولية وتحسين نفسك بأكبر قدر ممكن إلى زيادة سيطرتك على نفسك.
التوقف عن التسويف: ممارسة الانضباط الذاتي تعني أنك تعمل، مما يعني أنك لم تضيع وقتًا طويلًا في التسويف، بالتالي، تنجز الكثير من الأعمال، وتقلل من الوقت التي تقضيه في القلق من عدم إنجاز أعمالك.
زيادة الرضا: زيادة الانضباط الذاتي تعني زيادة الإنجاز، وهذا بدوره سيزيد من رضاك عما تفعله.
تحقيق الأهداف: ستعيش أحلامك بدلاً من مجرد التفكير فيها! يساعدك الانضباط على فعل كل ما عليك فعله لتحقيق أهدافك.
المترجمات: ندى كامل القرشي- خديجه الحميدي – أمان مجاهد الزهراني – باسمة الشافي – ملاك الدعيلج
التدقيق النهائي لترجمة المقالة: رغد بن حسن