عفة لتعزيز الفضيلة

كيف تعزز حضورك الذهني؟!

 

إعداد: أرلين كونسيك، آخر تحديث بتاريخ 24 مارس، 2023

راجعته طبيًا: د. راشيل جولدمان، عضو في جمعية السمنة الأمريكية

 

يود العديد من الأشخاص أن يعرفوا أكثر عن الطريقة التي يمكنهم بها الاستمتاع باللحظة الحالية واستشعارها، إذ أن معظمنا يغلب عليه انشغال باله بالماضي أو المستقبل. كم مرة تجد نفسك تفكر فيما حدث بالأمس؟ أو بما قد يحدث في الغد؟ هل تعلم كيف يؤثر ذلك النوع من التفكير على حياتك وسعادتك؟

إن تفكيرك المستمر في الماضي وقلقك حيال المستقبل يجعل من الصعب عليك أن تستمتع بأمور حياتك، كما أنك عندما تتعلم أن تكون واعيًا وتعيش اللحظة التي أنت فيها فستكون ممتنا جدا ومدركا لقيمة حياتك، وبذلك سيقل شعورك بالضغط والقلق.

 

تفكر فيما حولك 

تفكرك فيما حولك هو أحد طرق استمتاعك باللحظة الحالية. كم تستغرق من الوقت غالبًا لتتأمل ما يحدث حولك؟ ومتى كانت آخر مرة جلست فيها وأغمضت عينيك لتتنفس بعمق ثم تعود لتنظر إلى ما حولك؟

اغتنم هذه الفرصة الآن. أغمض عينيك وتنفس بشهيق عميق، ثم افتحهما وتأمل الأشياء من حولك.

 

-كيف تبدو الجدران؟

-ماذا عن الأرضية والسقف؟ ما هو نوعها يا ترى؟

-كم عدد النوافذ الموجودة على يسارك ويمينك؟

-كم عدد الأضواء التي يمكنك عدها من مكانك؟

-سيصبح حضورك الذهني أسهل بكثير عندما تأخذ برهة بعد أن تنظر إلى ما حولك لتدرك وجوده.

 

ركز على إنجاز مهمة واحدة فقط 

إذا تعلمت الحضور الذهني فستتمكن من تركيز انتباهك على إنجاز مهمة واحدة فقط. وقد تظن بأن إنجاز عدة مهام في نفس الوقت يزيد الإنتاجية، إلا أن التنقل بينها سيُشغلك عن حضورك الذهني. ربما ترهقك فكرة التركيز التام على مهمة واحدة في بداية الأمر، ولكن ستلاحظ حينها زيادة إنتاجيتك إذا ما قارنت بين إنجازك حين تركز على مهمة واحدة فقط وبين إنجازك حين تضغط نفسك لتنجز عدة مهام في آن واحد وتستنزف كثيرا من طاقتك في إنجاز ثلاث مهام مختلفة.

 

ركز على المهمة التي تريد إنجازها تركيزًا تامًا، وعندما تلاحظ أنك بدأت تتملل منه وسرحت بأفكارك أو بدأت تعبث بهاتفك، هنا يجب عليك أن تتوقف وتعيد توجيه تركيزك إلى المهمة مرة أخرى. لقد أظهرت الأبحاث أن التركيز التام على المهام أثناء إنجازها يجعلنا نتذكرها بوضوح لفترة طويلة.

 

كن ممتنًا واشكر الله على ما تملكه

من الأمور التي تستجلب حضورك الذهني استشعارك لنعم الله عليك والامتنان لما وهبك من النعم الحاضرة بين يديك، فإن كان محور اهتمامك تلك الأشياء التي لا تملكها فلن تستشعر نعمة ما تملكه. ومن طرق ممارسة عادة الامتنان أن تكتب قائمة بالأشياء التي تشكر الله على وجودها وتطلع عليها يوميًا. اكتب ثلاث أشياء (على الأقل) تشعر بالامتنان لله على وجودها في حياتك، أو حدد مدة زمنية معينة لتدون فيها أكبر قدر ممكن من النعم الموجودة في حياتك.

 

ارضَ بالمكتوب

إذا أردت أن تتعلم كيف تعزز حضورك الذهني فعليك التركيز على تقبل الأمور أو الأحداث كما هي، وليس بالطريقة التي تريد أو تتوقع بها حدوثها؛ إذ ليس بمقدور أي شخص التحكم بالأحداث والأشياء من حوله، ففي بعض الأحيان تكون وتيرة الحياة مختلفة عما كنت تتوقع أو تريد. لذا فالرضى بالمكتوب سيساعدك على التسليم بالأمور أو الأحداث التي لا يمكنك التحكم بها في حياتك.

 

 

أحط نفسك بالأشخاص الداعمين والإيجابيين

دعم المجتمع أيضا له دور كبير وهام  مهما في معرفة الطريقة التي تعيش بها اللحظة الحالية، فوجودك بين أشخاص داعمين وإيجابيين سيسهل عليك تعزيز حضورك الذهني. إن قضاء الوقت مع أشخاص يجعلونك تشعر بالسعادة والارتياح سيساعدك كثيرا على أن تعيش لحظتك الحالية؛ إذ أن حرصك على إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين الداعمين لك سيمنحك الإيجابية والشعور بالسعادة الغامرة، مما سيجعلك تركز على أحداث اللحظة الحالية بدلاً من الاستطراد في التفكير بأحداث ماضية أو مستقبلية.

 

كن واعيا بجميع الأنشطة التي تفعلها

لا بد أن تكون واعيا بالأنشطة التي تقوم بها، بدءًا بتناول طعامك وانتهاءً بتصفح هاتفك المحمول. فكم عدد المرات التي تناولت فيها غداءك أثناء مشاهدة التلفاز؟ بهذا الفعل أنت تصرف ذهنك وتركيزك عما تقوم به، لأن انتباهك ليس منصبًا حينها على ذلك النشاط.

بدلاً من ذلك، حاول أن تركز أثناء تناول وجبات طعامك على ما يلي:

.كيف هي رائحة الطعام؟

.ما هو مذاقه؟

.ما هو شعورك أثناء تناوله وهل استسغته؟

.ما هي الأصوات التي تسمعها حولك؟ سواء كانت أصوات رنين اتصالات هاتفية أو أصوات السيارات في الخارج أو أصوات الموسيقى المشغَّلة في المكان.

.سيساعدك التأمل الواعي لهذه التفاصيل والانتباه لكل ما يدور حولك أثناء إنجازك لمهمة أو نشاط معين على أن تكون أكثر تركيزا وإدراكا للحظة الحالية.

 

ممارسة تمارين التنفس العميق

ستفيدك تمارين التنفس العميق في التعود على التركيز في اللحظة الحالية، لذا خصص وقتا للجلوس وممارستها لتساعد عقلك على التركيز على المهمة التي تقوم بها.

إن التنفس البطيء المنتظم يقيك من سيطرة الشعور بالخوف أو أي أفكار سلبية أخرى على عقلك، ويجعلك قادرًا على العمل بتركيز على النشاط بين يديك. طريقة التنفس 4-7-8 هي إحدى طرق التنفس العميق السريعة والسهلة.

 

اقتطع لنفسك فترة استراحة من منصات التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية  

حين تقتطع لنفسك وقتا للاستراحة من متابعة واستخدام منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التقنية فستعزز حضورك الذهني والتركيز في اللحظة الراهنة. لربما تظن أن متابعة حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي باستمرار ستبقيك متصلًا بالعالم وتنسى أن لهذه العادة تأثيرًا سيئًا على قدراتك الإدراكية وحضورك الذهني.

كم مرة كنت مستغرقًا في إنجاز عمل ما وفجأةً وجدت نفسك تتابع حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي؟ يجب أن تتعلم كيف تمنع وسائل التقنية من السيطرة على حياتك لأنها بلا شك تعيق تركيزك والانتباه لما يجري من حولك، خصوصا عندما تكون برفقة الآخرين. عليك أن تنتبه حينها لمن معك من الأشخاص بدلا من تشتيت انتباهك عنهم بتفقُّد هاتفك الجوال.

 

مارس التمارين الرياضية بانتظام 

تساعدك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو حتى مجرد ممارسة المشي والتنزه في الحديقة على تعزيز حضورك الذهني.

 

 

المترجمات:  ملاك الدعيلج- أمان الزهراني- هيفاء الزهراني- ربى العريني

المدققة: أمان الزهراني

التدقيق النهائي للمقالة : هاجر العمري

شركاء النجاح

حمل تطبيق جمعية عفة