عفة لتعزيز الفضيلة

في عالم سريع صار الملل كثيف جدًّا لذلك صار الإنسان المعاصر يريد أن يصل ذروة سعادته بسرعة عالية لكي يتغلب على الملل الذي يشعر به دون معرفة ما حقيقة هذه السعادة وماذا لو كانت هناك عواقب أو لا.

 

منذ فترة طويلة وأنا أقرأ بشكلٍ عشوائي، مضت أسابيع قرأت فيها عدد لا بأس به وتارة تمضي أسابيع لم ارتشف من متعة القراءة شيء، بالرغم من أنني أعرف أثر القراءة عليّ جيّدا ولكني أسير حسبما تشتهي نفسي وليس كما أرغب،  لذلك قبل فترة قررت خوض تجربة جديدة، وهي أن أرغم نفسي على القراءة حتى لو كنت بمزاجٍ غير جيّد، المهم أقرأ.

كانت مدة التجربة شهر كامل كما أنني حزمت على ترك الجوال وغيره من الملهيات بعيدًا عن مكان القراءة، وبدأت أقرأ، في بادئ الأمر  كنت أقرأ لبرهة من الزمن ثم أغوص بالهواجس ثم استكمل، بصراحة كنت أجاهد وأحاول قدر المستطاع، والأمر الذي ساعدني كثيرا هو أنني مدرك تمامًا أني لا أستطع الخروج من مكاني حتى أكمل المهمة، حتى لو قضيت ساعات أكثر. بعد مضي فترة أصبحت أقرأ مدة طويلة دون إحساس بالتوقف أو الغوص بالهواجس وعادت إليّ السعادة التي أعرفها جيّدًا.

يقول شون راسيل بعد تعافيه من الإباحية “كنت أعمى والآن أبصر”  ويمكننا ربط ما يعنيه بما ذكرته في الأعلى وهو إراحة العقل، والحياة بناء على هوى النفس، فإذا كنت تعيش كذلك تعرّضك للملهيات بأشكالها عمومًا أكثر بكثير من غيرك، وربما لا يكن كذلك فحسب بل تقع بمحظور كبير مثل الإباحية لا سيما أنها تشعرك بسعادة بالغة حينها حتى تصير أسيرها وتكون “أعمى” بالفعل، على العكس تمامًا عندما تفكّر بالأشياء قبل فعلها وأثرها عليك فهنا تكون “مبصر”.

 

معاذ بن خالد

بكل فخر كُتب في عفة !

شركاء النجاح

حمل تطبيق جمعية عفة