
جرمٌ صغير، لكن عمله كبير!
تحيا به، وبقائك مرهون بِبقائه، تملُك منه واحدًا، غالي جدًا وثمين وبه تكون سعادتك أو شقاؤك… أشبه بوعاء تملأه بما شئت، وكحال أي وعاء يتسخ، لكن لن ينفع معهُ صابونًا ولا إسفنج! ،
هو نعمة بل قل أمانة!
لا يدرك ذلك الكثير، فكم كان بسبب إهمال العناية به، وسقيه بما لا يُسقى، شقاءٌ وتعبٌ، به قوتك وضعفك، هو محل إيمانك!
أعرفت ما هو؟
نعم، هو القلب!
هو سلطان الجسد
هو بالفعل مسؤول رئيسي يقوم بأمر الله على هذا الجسد
وبقدر سكونه وثباته يكون سكونك واتزانك!
هو كالبيت نوافذه حواسك!
يدخل معها ما يؤذيك، و ما تحبه وترغبه أيضًا.
وبحسب ما جرحت بحواسك
إن كان خيرًا قوى قلبك وقوت روحك
وإن كان شرًا ضعف قلبك وذهب شيءٌ من نورك
جُرمٌ صغير، لكن عمله كبير!
أتريد قلبًا سماويًا يرفرف في السماء؟
اعتني بتفاصيل مشربه، كما تعتني بتفاصيل مظهرك
يبلى ويخلق كما يبلى ثوبك!
قال ﷺ: ( إنَّ الإيمانَ ليخلَقُ –أي يبلى- في جوفِ أحدِكم كما يخلَقُ الثَّوبُ ، فسَلُوا اللهَ تعالى أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم ).
رواه الحاكم(٥) بسند حسن.
وبالقلب يُقطع سفر الآخرة، فإن السير إلى الله تعالى سير القلوب لا سيرُ الأبدان
فسبحان من خلق هذا المخلوق الصغير، إن استنار بنور الهُدى، وأشرقت جوانبه بالإيمان فاض على الجوارح شفقًة ومحبًة ولطفًا وصدقًا وبرًا، وصدق الرسول ﷺ حيث قال: (وإذا فسدت فسد الجسد كله)
أشبه بوعاء تملأه… غذائه القرب من الله ومحبته والإيمان به وكل عمل يحبه الله ويرضاه.
وكحال أي وعاء يشوبه الغبار والقذى،
لكن لن ينفع معهُ صابونًا ولا إسفنج! ،
فإن أردت غسله، تطهيره وتنقيته!
استغفر اغفر واعفوا
وادعو: “اللهم اجعلني ممن يأتيك يوم القيامة بقلبٍ سليم”.
وعليك بالقرآن
واحتسب كل ابتلاء أنت فيه وأبشر
لحظات الصبر مكفرة ومُنقية.
رزقنا الله وإياكم قلوبًا زكيةً نقية
بكل فخر كُتب في عفة !