
كيف تُبنى العادة؟!
منذ وقت طويل أفكر كيف يمكنني أن أضيف عادة المشي في يومي، وكيف أضيف هذه العادة، واستمر عليها.. وقبل ذلك ولد سؤال في ذهني كيف تُبنى العادة أصلًا؟ لا سيما أني عدت خطوة للخلف أراقب ما أفعله بشكل مستمر أو بشكل متقطع أو نادرا أفعله، وكيف أستطيع تغير ذلك إذا وددت. أثناء بحثي المستمر وجدت جيمس كلير يقول:
هناك ظاهرة تحدث مع التقدم في السن وتسمى؛ تهذيب المشابك.
والمشبك هو نقطة الاتصال بين خليتين عصبيتين في الدماغ. والفكرة الأساسية هي أن الدماغ يفك الترابط بين الخلايا العصبية التي لا تخضع لعادات معينة، ويزيد من الترابط بين الخلايا العصبية بعادات تتكرر على نحو أكثر تواترًا.
على سبيل المثال إذا كنت تمارس العزف على البيانو لمدة 10 سنوات، فإن عقلك سوف يعزز الصلات بين تلك الخلايا العصبية الموسيقية، وكلما لعب الشخص تصبح تلك الترابطات بين تلك الخلايا العصبية أقوى.
ليس ذلك فحسب، بل تصبح أسرع وأكثر كفاءة في كل مرة تمارس فيها تلك العادة، كما يبني الدماغ وصلات أقوى وأسرع بين الخلايا العصبية، ويمكنك التعبير عن المهارات الخاصة بك بطريقة أكثر سهولة وخبرة، إنه التغير البيولوجي الذي يؤدي إلى تنمية المهارات.
وفي الوقت نفسه فإن شخصا آخر لم يسبق له اللعب على البيانو فلن يتم تعزيز الصلات في الدماغ، ونتيجة لذلك، فإن الدماغ يفك الترابط والتشابك بين تلك الخلايا العصبية غير المستخدمة، ويخصص الطاقة نحو بناء روابط لمهارات حياتية أخرى.
وكيف يمكننا أن نهذّب تلك المشابك؟
يقول جيمس كلير:
أسرع طريقة لبناء عادة جديدة في حياتك هو تكويمها على رأس هذه العادات الحالية.
هذا هو مفهوم يسمى: “تكويم العادات” وتكون بوضع العادة الجديدة على رأس هذه العادات الحالية؛ لأن ترابط العادة الحالية يكون قويا في عقلك بالفعل، فيمكنك إضافة عادة جديدة إلى هذه الشبكة السريعة والفعالة من الخلايا العصبية للعادة القديمة بسرعة أكبر مما لو حاولت بناء مسار جديد من نقطة الصفر.
أمثلة لاستخدام تكويم العادات
عادة التفكر: بعد شرب قهوة الصباح، فأنا سوف أتفكر لمدة دقيقة واحدة.
عادة تمرين رياضي: قبل أن آخذ دش الصباح، فأنا سأقوم بعمل ١٠ مرات من تمرين الضغط.
عادة استخدام الخيط: بعد أن أستخدم فرشاة أسناني، فسوف أستخدم الخيط لتنظيف أسناني.
عادة الشكر والامتنان: قبل أن آكل وجبة العشاء، فسوف أقول شيئًا واحدًا أشعر بالامتنان تجاهه في ذلك اليوم.
معاذ خالد
بكل فخر كُتب في عفة !