عفة لتعزيز الفضيلة

التغيّر أمر مهم وضروري في حياة الإنسان، ولا يقتصر على أمر محدد، بل كل شيء، كما أن كل شيء قابل للتغير، وأقصد التغيّر الإيجابي، مثلا: من الكسل إلى ادخال بعض النشاطات الرياضية إلى يومك، قراءة صفحة واحدة من القرآن بدلا من هجره، جعل القراءة عادة يومية وغيرها من الأشياء التي بمقدرونا أن نفعلها ونضفي تغير ملحوظ في حياتنا.

ورغم من كل هذا إلا أن التغيّر ليس بالأمر السهل واليسير ولكن عندما نفهم كيف يحدث التغيّر؟ ربما ننجح. لأن هناك اختلاف كبير بيننا في فهم حجم الخسائر والأخطاء التي نقع فيها، يقول الطبيب الكندي نورمان دويدج في كتابه “الدماغ الذي يغيّر نفسه”: إن تقديرنا للخسائر التي نٌصاب بها نتيجةً لعاداتنا السيئة قد يختلف من شخصٍ لآخر”

فإذا كنت تنعم بالفراغ لن تعرف مدى ضياع الوقت جيّدًا لأن نتيجته لا تظهر لك مباشرة، أمّا عندما تلمس يدك موقدًا مشتعلًا عن طريق الخطأ فتشعر بالآلام جراء هذا الحدث فستكون حذر أن تقترب منها فيما بعد، لذلك يجب عليك أن تُقدّر كل شيء تفعله في حياتك، ما هي الأشياء الصحيحة للاستمرار عليها وما هي الأخطاء التي ترتكبها وتحاول تجنبها.

يقول الدكتور جيفري شوارتز -خبير بارز في علم الأعصاب- في أحد اللقاءات مع الإذاعة الأسترالية عام 2008م: “إن المعرفة تسبق الفَهم، والفَهم يؤدي إلى التغيّر”. ولأن الأشياء في طبيعتها تبني مسارات عصبية معيّنة ربما تكون خاطئة، لذلك عندما ترغب بالتغيّر تحتاج الى بناء مسارات عصبية جديدة، يقول الدكتور جيفري شوارتز في ذات المحاضرة: إن تفكيك تلك المسارات سوف يتطلب وقتا ومزيدًا من اليقظةً والانتباه لحيل العقل الذي يجاهدك حتى يرُدَّك لتلك المسارات القديمة.

كما أنه سيحتاج منك مزيدًا من العمل على بناء مساراتٍ عصبيَّة جديدة ترتبط بسلوكياتٍ إيجابيّة جديدة.

صديقي إن إدراكك لهذه الخطوط العريضة يعني أنّك تجاوزت المرحلة الأهم والأصعب في رحلة التعافي؛ مرحلة بناء الوعي والمعرفة”.

كما أنه جاء في القرآن الكريم توضيح حقيقيّ لفهم أساس التغيّر، قوله تعالى: [ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11(.

معاذ بن خالد

بكل فخر كُتب في عفة !

شركاء النجاح

حمل تطبيق جمعية عفة